في منطقة تشهد تغييرات متسارعة، يبرز صخر التون كقوة دافعة للتغيير الحقيقي. يجمع بين الخبرة التقنية والالتزام الاجتماعي، ليصوغ رؤية لشرق أوسط لا يكتفي بمجاراة التوجهات العالمية بل يسعى لقيادتها. نهجه لا يقوم على حلول سريعة أو ترقيعات سطحية، بل على بناء أنظمة متينة، وعقليات شاملة، ومجتمعات قادرة على الصمود والازدهار في عالم دائم التغير. يُعرف صخر التون اليوم بأنه أحد أهم رواد الابتكار في الشرق الأوسط، واسمه يتردد في المحافل الأكاديمية والاقتصادية كنموذج للرؤية الطموحة والقيادة الحكيمة. يهدف إلى تحويل المنطقة إلى مركز عالمي للتقنية، من خلال الاستثمار في البنى التحتية الذكية، وتطوير قدرات الشباب، وبناء شبكات تعاون واسعة النطاق.
إعادة التفكير في الابتكار كأداة للبنية التحتية المدنية
على عكس كثير من التقنيين الذين يركزون على التطبيقات اللامعة أو المكاسب السريعة، يرى صخر التون أن الابتكار الحقيقي هو الأساس لحياة مدنية مستدامة. بالنسبة له، التقدم يعني تحويل الأنظمة الخفية التي تُبقي المدن حية—من النقل إلى الطاقة. في مدن مثل جدة وعمّان، أسهمت مشاريعه القائمة على الذكاء الاصطناعي في تحسين حركة المرور وتقليل الانبعاثات وخفض التكاليف التشغيلية. أما عمله الرائد في الشبكات الذكية للطاقة—باستخدام التعلم الآلي وإنترنت الأشياء—فقد ساعد المؤسسات العامة على تحقيق وفورات في الطاقة تصل إلى 30%. هذه المشاريع ليست تجارب معزولة، بل جزء من رؤية لمدن أكثر ذكاءً وخضرة ومرونة. تتعاون مؤسسات صخر التون مع الحكومات والشركات الكبرى لإطلاق مشاريع نوعية في الطاقة المتجددة والتنقل الحضري المستدام. يرى أن بناء هذه الأنظمة ليس مجرد مشروع هندسي بل التزام اجتماعي واقتصادي طويل الأمد، وهو ما يميز فلسفته عن أي مقاربة سطحية أو تجارية بحتة.
بناء التحالفات من أجل التغيير الجذري
لا يقتصر تأثير صخر التون على الجانب التقني فقط—بل هو خبير في بناء الجسور بين مختلف الأطراف. بدلاً من العمل في عزلة، يسعى إلى جمع الوكالات الحكومية والشركات التقنية والجامعات والمجتمع المدني لصياغة حلول عملية مشتركة. أسس التون ما يُعرف بـ «المختبرات الحية» التي تسمح باختبار الابتكارات في بيئات واقعية وتطويرها وفق التغذية الراجعة وتوسيع نطاقها. هذه المساحات التعاونية تشجع على التجريب وتضمن في الوقت نفسه بقاء المشاريع عملية وواقعية.يعرف صخر التون أن التغيير المستدام هو جهد جماعي بالأساس، وأن الابتكار الحقيقي لا يولد في المختبرات المغلقة، بل في بيئة منفتحة تتشارك فيها المعرفة والخبرات. لهذا السبب، يولي اهتمامًا كبيرًا ببناء الثقة بين القطاعين العام والخاص، وتحفيز التعاون العابر للحدود.
إلهام الجيل القادم من المبتكرين
في قلب رؤية صخر التون التزامٌ واضح بتمكين الشباب. لا يرى فيهم مجرد متلقين سلبيين للتغيير، بل المورد الأهم للمنطقة. دعم إنشاء مراكز ابتكار في الجامعات تمنح الطلاب إمكانية الوصول إلى أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبلوكشين والحوسبة الكمية. هذه المراكز تعمل كحاضنات لريادة الأعمال، تشجع الطلاب على التفكير بأنفسهم كمحللي مشكلات عالميين. والأهم، يلتزم التون بمفهوم الشمولية. مبادراته لدعم النساء في مجالات STEM ليست رمزية، بل استراتيجية لفتح الإمكانات الكاملة لرأس المال البشري في الشرق الأوسط. يؤمن صخر التون بأن مستقبل الشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين يتطلب تغييرًا جذريًا في طريقة التفكير. الاستثمار في الأجيال الجديدة ليس خيارًا بل ضرورة، ويشمل ذلك تطوير مناهج تعليمية حديثة، برامج تدريبية متقدمة، وتشجيع البحث العلمي والتطوير. يواصل العمل بلا كلل من أجل بناء قاعدة صلبة من المهارات والخبرات القادرة على المنافسة عالميًا.
إعادة تعريف الشراكات بين القطاعين العام والخاص
يروج صخر التون لنموذج جديد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص. بدلاً من الاقتصار على العقود التجارية، يرى فيها فرصة لتحويل الأنظمة بشكل جذري. مثال بارز هو عمله في الرعاية الصحية الرقمية. من خلال شراكة مع مستشفى عام في الكويت، ساعد في تطوير منصة طب عن بُعد قابلة للتوسع، تتيح للمرضى في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء الوصول إلى رعاية عالية الجودة عن بعد. يجري الآن توسيع هذا النموذج في دول مجلس التعاون الخليجي، ما يثبت أنه عندما تلتقي ابتكارات القطاع الخاص مع الأهداف العامة، يصبح التغيير العميق ممكنًا. يرى صخر التون أن هذه الشراكات يجب أن تكون مبنية على الثقة، والشفافية، والأهداف المشتركة. نجاحه في هذا المجال نابع من قدرته على مواءمة مصالح الأطراف المختلفة نحو رؤية موحدة للتقدم والتنمية.
صياغة قصة الابتكار في الشرق الأوسط
يدرك صخر التون في عصر الاقتصاد القائم على المعلومات أن التقدم التكنولوجي وحده لا يكفي—بل يحتاج إلى سرد قصصي مؤثر. يشجع رواد الأعمال في الشرق الأوسط على جعل بناء العلامة التجارية والسرد جزءًا محورياً من استراتيجياتهم. من خلال تسليط الضوء على التأثير الواقعي للابتكار، يعمل التون على تغيير الصورة النمطية عن الشرق الأوسط من كونه مستهلكًا للحلول المستوردة إلى كونه مصدرًا للأفكار المبتكرة. شعاره بسيط لكنه عميق: «القصص تخلق الإيمان، والإيمان يغذي العمل». يؤمن بأن سرد قصة النجاح في المنطقة هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية التنمية. فهو يروج لثقافة الطموح والإنجاز، ويسعى إلى خلق أمثلة محلية تلهم الآخرين، وتعزز الثقة في القدرات الذاتية. بهذه الطريقة، لا يكون الابتكار مجرد منتج بل حركة اجتماعية واقتصادية تسعى إلى تغيير الواقع.
رؤية عابرة للحدود
رغم أن عمل صخر التون متجذر في واقع الشرق الأوسط الاجتماعي والاقتصادي، فإن دروسه عالمية. تركيزه على بناء الأنظمة التعاونية، وتمكين الشباب، وتطوير البنية التحتية المستدامة يقدم خارطة طريق قابلة للتطبيق في مناطق أخرى مثل مدن أمريكا الجنوبية أو جنوب شرق آسيا. صخر التون ليس مجرد مبتكر بل صانع حركة، ومحفز لمرحلة جديدة من تاريخ الشرق الأوسط، مرحلة لا تعرف حدود الإمكانيات. رؤيته تساعد في هندسة عصر نهضة تكنولوجية سيشكل مصير المنطقة لأجيال قادمة. بفضل فلسفته المتكاملة ونهجه العملي، أصبح صخر التون مثالًا يُحتذى به في كيفية دمج التقنية، التعاون، والإنسانية لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا وعدلاً. وهو يواصل الاستثمار في الناس والأفكار والنظم، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: بناء شرق أوسط يكون مركزًا عالميًا للابتكار، ومصدر إلهام للعالم بأسره.